أسباب الإرهاب

nadim al mawdou3 akhi

wa choukrane

nadem

أسباب الإرهاب

توطئة
الإرهاب ظاهرة مركبة ومعقدة وأسبابها كثيرة ومتداخلة . وكلها تسهم في إنتاجه بنسب متفاوتة لذا لا ينبغي الوقوف عند بعض منها ، بل لا بد من دراستها دراسة شاملة .
وهذه الأسباب منها ما هو سياسي ومنها ما هو فكري ومنها ما هو اجتماعي ومنها ما هو اقتصادي أو نفسي أو تربوي . . . إلخ .
ونستعين بالله في تفصيلها .

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :

أسباب الإرهاب ، كلمة قلما نسمعها في خضم الأحداث الراهنة ، والفتنة القائمة ، وخاصة ما كان منها في بلاد الحرمين والدول المحيطة بها ، نعم ، لماذا لا نرى إعلامنا ومحللينا والمتكلمين منا يطرقون هذا الموضوع ، حتى تسهل معالجته ، وكما يقولون أنه إذا عرف السبب بطل العجب .

كلنا رأى وسمع وعرف عن الأحداث الأخيرة المؤسفة التي تعرضت لها بلاد الحرمين في الآونة الأخيرة ، وكلنا شاهد ردة الفعل من إعلامنا التافه ، إعلامنا الذي لا أشبهه إلا بالذباب الذي لا يقع إلا على النتن ، إعلامنا المرتزق ، الذي لا يشعرك في لحظة من اللحظات أنه إعلام لبلد مسلم يسعى لتحقيق المصالح ، ودرء المفاسد .

سلط الضوء على الإرهابيين ، والمخربين ، وما عملوه ، وما فعلوه ، وما سببوه ، وما أحدثوه من خراب ودمار وتقتيل لرجال الأمن ، وتيتيم للأطفال ، وترميل للنساء ، وصفهم – وهم إخوة لنا شئنا أم أبينا – بأسوأ الأوصاف ، ونعتهم بأقبح النعوت ، تمنينا لو أنه وصف اليهود والأمريكان بعشر ما وصفهم ، لم يراع حرمة ميتهم ، ولا لحم الحي منهم ، جعلهم هم الفئة الضآلة ، والجماعة الباغية ، وأصحاب المنهج المنحرف ، والفكر الذي لا يعدل إلا بالسيف .

لماذا ؟ لماذا لم نرى هذا الإعلام العفن يوما يسلط الضوء على الأسباب التي آلت بهؤلاء الشباب هذا المآل ؟ لماذا لم نرى يوما من محللينا ومتكلمينا يتكلمون ويسلطون الضوء على هذه الأسباب ؟

#####


رأينا إعلامنا القذر وما تكلم عن هؤلاء الشباب ، وما نعتهم ، مجرمون ، مخربون ، مفسدون ، عملاء ، الزمرة الضآلة ، يسعون في الأرض الفساد ، بل استخدمنا للأسف مصطلحا ما أخذناه إلا من رأس الشر الأكبر بوش ، وأطلقناه على الشباب ، إرهابيون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

لم يراع أن لهؤلاء الشباب أب وأم وأخوة وأقارب وعائلة ينتمون اليها ، هل نتوقع بعد هذه الأوصاف التي ما بقي أحد إلا وسمع بها ، أن يراجع إخوة هؤلاء الشباب ومن انخرط معهم في العمل الخاطئ أنفسهم ، ويقتنعوا بخطأهم ؟! .
نشرت الصورة في الصفحة الأولى لجريدة مشهورة ، صورة أحد الشباب الذي قتلوا بعد آخر عملية ، وكتب عليها ، جثة الإرهابي ..... كما بدت ، وأعلى الصورة صورتين عن اليمين وعن اليسار ، الإرهابي فلان والإرهابي فلان ، هل نتوقع بالله عليكم من رفقاء هؤلاء الشباب ، أن يعودوا إلى صوابهم ، ويرجعوا إلى رشدهم بعد رؤية هذه الصورة ، أم أن دافع الانتقام سيولد مزيدا من ( الإرهاب !) ،وما نتوقع من أشقاء هذا الشاب أن يفعلوا ، بل والله أعرف أحد الشباب الذين قاموا بإحدى العمليات وقتلوا ، ما قام إلا انتقاما لشقيقه ! .

أيها الأخوة الأكارم ، لا يظن أحد أنني مع فعل هؤلاء الشباب ، أو أني أدافع عن أعمالهم ، لا والله ، بل أفعالهم لا يقبلها دين أو شرع أو عقل ، لكني أقول أولا أنهم إخوة لنا أولا وأخيرا ، ثم لا يمكن أن تكون أفعالهم هذه إلا أن يكون لها مسببات ، ما هي هذا الأسباب ؟ وما هي هذه الدوافع ؟ لنناقش الموضوع بعيدا عما يبثه إلينا إعلامنا ، ولنبحث عن نصف الحقيقة الآخر التي غيبها عنا إعلامنا العلماني الذي نتفق جميعا أنه لا يسعى نحو المصلحة العامة .

مشكور على انصائح

مشكور

مشكوررررررررررر اخوي