هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أسباب الإرهاب والعنف والتطرف

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ilyass
مدير عام
مدير عام
ilyass


عدد الرسائل : 156
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

أسباب الإرهاب والعنف والتطرف Empty
مُساهمةموضوع: أسباب الإرهاب والعنف والتطرف   أسباب الإرهاب والعنف والتطرف Icon_minitimeالثلاثاء مايو 13, 2008 1:07 pm


أسباب الإرهاب والعنف والتطرف

إعداد

أ د . صالح بن غانم السدلان

أستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة بالرياض
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة البحث
(إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله) أسباب الإرهاب والعنف والتطرف Margntip صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا أما بعد :
فإن المعالجات التأصيلية لقضايا المنهج القويم في الاعتقاد والفكر والفقه والآداب والسلوك لم تعد من نوافل الجهود أو هوامش الاهتمامات ، بل أضحت مطلبًا ضروريًّا ملحًّا وحاجةً مصيريةً لازمة لتوجيه المسيرة وتقويم من انحرف عن النهج المستقيم خاصة في هذا العصر الذي رزئت فيه الإنسانية بما أتلف أعصابها من كثرة التفرق والانحراف وانتشار الأهواء والمغريات والمفاسد ، لهذا كان المسلم في هذا العصر وفي هذه المرحلة الحرجة بالذات بحاجة إلى ضوء كاشف ينير له الطريق ويجلي له الأمر في جميع المشكلات والعقبات التي تعترض طريقه ويقدم له الحلول الناجعة والمعالجات التأصيلية الجادة المعمقة على ضوء المنهج الصافي السليم منهج أهل السنة والجماعة .
إن الكشف عن جذور التطرف ، والعنف والإرهاب ومعرفة أسبابه هو موضوع الساعة وهو في نظرنا من أشد الموضوعات خطورة وأثرًا وأجدرها بالدرس المتأني ذي النفس الطويل ؛ ذلك لأن المسلمين اليوم وهم يواجهون مشكلات الحضارة وتحديات العصر ومعركة البقاء لا يواجهون ذلك كله وهم على منهج واحد كما تواجهه الأمم الأخرى بل هناك مناهج لدينا نشأت أو قل نبتت من الابتعاد عن المنهج الأمثل المنهج الحق الذي ارتضاه لنا رب العالمين يقول عز شأنه : أسباب الإرهاب والعنف والتطرف MEDIA-B2 وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ أسباب الإرهاب والعنف والتطرف MEDIA-B1
إن مما ابتليت به الأمة الإسلامية ولشد ما ابتليت به اليوم! قضية العنف والغلو والتطرف التي عصفت زوابعها بأذهان البسطاء من الأمة وجهالها ، وافتتن بها أهل الأهواء الذين زاغت قلوبهم عن اتباع الحق فكانت النتيجة الحتمية أن وقع الاختلاف بين أهل الأهواء وافترقوا إلى فرق متنازعة متناحرة همها الأوحد إرغام خصومها على اعتناق آرائها بأي وسيلة كانت ، فراح بعضهم يصدر أحكامًا ويفعل إجراما يفجِّرون ويكفِّرون ويعيثون في الأرض فسادا ويظهر فيهم العنف والتطرف إفراطا وتفريطا ، ولعمر الله : إنها فتنة عمياء تستوجب التأمل وتستدعي التفكير في الكشف عن جذورها في حياة المسلمين المعاصرين ، وهذا يعد من أهم عوامل التخلص من الخلل الذي أثقل كاهل الأمة وأضعف قوتها وفرق كلمتها .
يجب أن يُعْلَمَ أن قضية العنف والصراعات الدامية في حياة المجتمعات الإنسانية ليست أمرًا نادر الحدوث ، لا يتوقع المرء وقوعه في حياة المجتمعات والحضارات وتدافعاتها ؛ بل إن التغيرات والمنعطفات الكبرى ، كثيرًا ما تقترن في الذهن بأحداث وصراعات دامية ، بل إنها تضرب بجذورها في أعماق التاريخ! فقد كان المشركون مغالين متطرفين في عقائدهم الوثنية الشريرة فكذبوا بالحق وهم عليه شهود ، وعارضوا الحقائق بإيمانهم بالأوهام والظنون ؛ ولهذا نجد كل صاحب هوى ينزع إلى أصل جاهلي : إما تكذيب وإما معارضة ، وإن نجا من هاتين السوأتينْ فهو ينزع إلى الظلم أو الجهل : والظلم لبغي العلو في الأرض والجهل بحقيقة هذا الدين وجماع الشر هو الظلم والجهل ، وجماع الخير العلم والعدل ، والناظر في الغلاة وأهل التطرف يجدهم على تكرار العصور ومر الدهور يجمعهم قاسم مشترك وتربط بينهم خصائص معينة ويفرقون بأوصاف بيِّنة تكون مطردة فيهم .
فمن شذ بفكره وانحرف بجهله وقع في المحظور وطوته تيارات الغلو والإرهاب في مدها الجارف فتراه يقوم بارتكاب أفظع الجرائم باسم الدين .
إن الحقيقة التي لا مِراء فيها أن لكل شيء في هذا العالم مقدارًا قدّره الله بعلمه وحكمته : أسباب الإرهاب والعنف والتطرف MEDIA-B2 وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ أسباب الإرهاب والعنف والتطرف MEDIA-B1 أي لا إفراط ولا تفريط في خلق الله ، وبالتالي لا غُلوَّ بالتقدم ولا تلو بالتأخر في دين الله ، كما ورد أن أعرابيًّا قال للحسن البصري رحمه الله : "يا أبا سعيد ، علّمني دينا وَسُوطًا ، لا ذاهِبًا فَروطًا ، ولا ساقطًا سُقوطًا . "أي دينًا متوسطًا ، لا متقدمًا بالغلو ، ولا متأخرًا بالتلو" . قال له الحسن : أحسنت يا أعرابي ، خير الأمور أوساطها أسباب الإرهاب والعنف والتطرف Margntip . ويقول الإمام ابن قيم الجوزية أسباب الإرهاب والعنف والتطرف Margntip رحمه الله : "فما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان : إما إلى تفريط وإضاعة ، وإما إلى إفراط وغلو ، ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه كالوادي بين جبلين والهدى بين ضلالتين والوسط بين طرفين ذميمين فكما أن الجافي عن الأمر مضيع له فالغالي فيه مضيع له ؛ هذا بتقصيره عن الحد وهذا بتجاوزه الحد" .
إن الإرهاب والتطرف والعنف لم يأتِ اعتباطًا ولم ينشأ جزافًا بل له أسبابه ودواعيه ، ومعرفة السبب غاية في الأهمية ذلك لأن معرفة السبب تحدد نوع العلاج وصفة الدواء ، فلا علاج إلا بعد تشخيص ، ولا تشخيص إلا ببيان السبب أو الأسباب ، فما إذن هذه الأسباب والبواعث التي أدت إلى هذا الفكر الضال؟
إن أسباب نشأة هذا الفكر متعددة ومتنوعة ، فقد يكون مرجع هذا الفكر أسبابًا فكرية أو نفسية أو سياسية أو اجتماعية أو يكون الباعث عليه دوافع اقتصادية وتربوية . . إلخ . وبالنظرة الشاملة المتوازنة نستطيع أن نجزم بأن الأسباب متشابكة ومتداخلة ، ولهذا لا ينبغي أن نقف عند سبب واحد ، فالظاهرة التي أمامنا ظاهرة مركبة معقدة وأسبابها كثيرة ومتداخلة .
إن الإسلام يكابد اليوم حربًا ضروسا تعددت مصادرها وتنوعت أشكالها وتبدلت وسائلها لتتناسب مع تغيرات الأحوال وتبدلات الزمان واختلاف المكان وإن اتفقت كلها على وحدة الهدف والمحاولات المستميتة للقضاء على الإسلام في حربه بيد أبنائه لوقف شمسه !! فإنا لله وإنا إليه راجعون! .
ومن نعم الله - تعالى - على هذه البلاد أنها ليست أرضًا للإرهاب ولا لإنباته لتوافر الأئمة والدعاة المصلحين واستجابة الحاكم والمحكوم لأمر الشرع الحنيف والجميع يسعى لتلافي التقصير والنقص وما وجد في أيامنا لا يعدو أن يكون سحابة صيف عارضة ستجتث من فوق أرض هذه البلاد الكريمة الطاهرة : مهبط الوحي ومأرز النبوة ومهوى الأفئدة ومحط أنظار المسلمين في كل مكان وزمان .
وإسهامًا منا في هذا الموضوع المهم نقدم هذه العجالة علَّها تكون إضافة إلى الجهد الذي يتبقى فيه الوجهة النافعة والحل الأمثل وتقديم العلاج الناجع والدواء النافع والعمل على ردم هذه البؤر والقضاء عليها .
وختامًا أتقدم بجزيل الشكر وبالغ الامتنان إلى القائمين على شئون هذا المؤتمر الذين تفضلوا بتوجيه الدعوة للمشاركين فيه وأنا واحد منهم .
وأحسب أن هذه المؤتمرات والندوات والملتقيات إنما هي منتديات خير تلتقي فيها شخصيات فكرية وعلمية تعالج موضوعات الأمة وتعنى بقضاياها وتضع الحلول والرؤى لمشكلاتها مساهمة في تجاوز أزماتها بإذن الله تعالى .
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يرزق حكامها العمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ودعاتهم الفقه والبصيرة في الدين إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله عليه نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الفقير إلى عفو ربه المنَّان صالح بن غانم بن عبد الله السدلان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.moranada.c.la
ما يشستراوي والقلب هاوي
عضو متطور
عضو متطور
ما يشستراوي والقلب هاوي


عدد الرسائل : 202
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 16/05/2008

أسباب الإرهاب والعنف والتطرف Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسباب الإرهاب والعنف والتطرف   أسباب الإرهاب والعنف والتطرف Icon_minitimeالثلاثاء مايو 20, 2008 5:42 am

مشكورررررررررررررررررررر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أسباب الإرهاب والعنف والتطرف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات العامة :: الإسلامية-
انتقل الى: